
بينما تتضاحك الغربان على ضعفها وتناثر دموعها
تتمزق صورة الحقول الناصعة البياض
ليكون البديل
...
فضاء تسكنه الرياح المملوءة بالإنكسار
تُحاول جاهدة إحياء ما يمكن إنقاذه
فتلتقط بقايا البياض المتناثر
لتخبئه بين جوانحها كأم حريصة على إبنها الوحيد
ولأنها تدرك أن الوقوف في وجه العاصفة منتهى الجنون لا الشجاعة
فلابد للعاصفة أن تنجلي
والسواد أن ينحسر .. والليل
كل ليل له نهاية، ليتبعه نور يملأ الروح بنشوة الحياة
لذلك تنسحب "مؤقتاً" بما خبأته لديها، لتعاود الكرّ بعد الفرّ
...
...
تلجأ للملاذ الحنون
منقذها من حالات الجنون
قاهر الأحزان
الوحيد القادر على إزالة السواد وإحالته إلى ألوان
..
تتقدم منه تسابقها صيحاتها المكبوتة
تخنقها عبراتها المتحجرة
وتحرقها نظراتها المتحطمة
..
على استحياء تروي ألمها
وتشتت حلمها
لاتسعفها الحروف فـ تستعين بالغيوم المتناثرة بمقلتيها
لتفيض بما عجزت عنه تعابيرها
..
يُداعب ملامح وجهها
يُجفف مدمعها
وبنسيمه الشافي يُلاعب خصلات شعرها
يُهدأ من روعها، يحتويها فيرويها
..
يروي الجفاف فيها بعد العاصفة
يزرع ما اقتلعته الرياح من ثقة بنفسها
يُذكرها بما تمتلكه من روح عنيدة صامدة كالحجارة أمام العاصفة
روح بريئة كنبضات طفل
روح عاشقة للحياة وللحرية كأجنحة طائر دائم التحليق
روح بمنتهى الصفاء لا يماثلها سوى البياض
....
آه البياض
....
ليس هناك أجمل وأنقى وأروع وأعذب من البياض
....
كم اشتقت للياسمين .. ! ، تهمس بداخلها
وتتحسس بأطراف أناملها ما حملته بحرص بين جوانحها
...
تُودّع بحرها ، حيث تسكن بقاعه أعمق أسرارها
مُخلفة على شاطئه آثار خطواتها
وتحمّل نسائمه وعد اللقاء القريب
بروح .. تنبض بالبياض
....
تُسرع الخطوة
تُسابق الخطوة
..
تتفقد حقل الياسمين وتُنقل نظراتها بإرجاء وطنها
..
تشع ابتسامة ظلت أسيرة تحت قبضة السواد، تصرخ بفرح
لن أنحني للعاصفة
والياسمين سيعود من جديد

*في الختام*
هذه ليست النهاية ... فالحكاية مازالت مستمرة بين حقول الياسمين
^_^
رفضت رفضا قاطعا التعليق على البوست السابق لكم السواد فيه و انا اكره السواد الا في اكحل
:P
و ها قد عاد البياض
و رسم ابتسامة على محياي
ادام الله بحرها و رزقنا بحور صافية
:D
nice to see u ..
;*