عندما يداهمنا المرض
نستشعر عظمة الصحة
...
ألم تسمع بقول : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، لا يراه إلا المرضى
*****
تتصل بالمنزل ، فأكون أنا المجيبة
بعد السلام والسؤال ، تخبرني بتواجدها حالياً في المستشفى وبأنها مفتقده لزيارات والدتي لها
تلمحني والدتي ، فتستنج أنها على الطرف الآخر من الهاتف
تسحب السماعة من بين يدي وتحادثها بتأثر واضح
تعدها بزيارتها بعد ساعة
وبمرافقتي ، كما طلبت هي
..
ونكون بعد أقل من ساعة في طريقنا إليها . منذ لحظة خروجنا من المنزل وحتى وصولنا إلى المستشفى أشعر بارتباك والدتي وخوفها
كانت تحاول جاهدة التماسك وإظهار تعاطفها معها ولكن .. ما كانت تحاول إخفاؤه ، كان واضح بشكل جليّ
ندخل حيث ترقد
لم يكن بصحبتها سوى خادمتها
..
هي سيدة كبيرة بالسن ، قريبة والدتي التي تعتبرها بمثابة والدتها- الله يرحمها
..
نظراً تعرضها لأكثر من جلطة بالمخ ، تأثر النطق لديها فأصبحت كلماتها غير مفهومة في الغالب ، كنت دائماً أستغرب من قدرة أمي على استيعاب ما تحدثها به ، ومع مرور الوقت كان باستطاعتي معرفة بعض من كلماتها فأستنتج فحوى حديثها
إضافة إلى إصابتها بمرضي السكري و الضغط
وضعف قلبها الذي أجريت له أكثر من عملية
هذا عدا عن سبب تواجدها حالياً بالمستشفى ، وهو اشتباه وجود ورم بمكان ما بجسمها
كل هذه الأمراض مجتمعة لا تساوي إصابة روحها بـ "عقوق أبنائها" لها
...
ندخل ، فتستقبلنا خادمتها التي ترشدنا إلى حيث ترقد
تلمحنا فتذرف دموعها بحراره فرحه بدخولنا
تنحني والدتي لتقبلها ، فتضمها قريبتها لمدة ليست بالقصيرة وتنوح كالأطفال
...
...
...
أقف صامته ، مشتتة المشاعر ، لا أعلم ما الذي يمكنني القيام به في هذه اللحظة
توقف عقلي عن التفكير طوال فترة بكائها
وبعدما قامت والدتي بتهدئتها
حان دوري للسلام عليها
أقترب من السرير ، فلا أعرفها
..
ملامحها ذابلة
نظراتها شاحبة
فقدت الكثير من وزنها فبدت كمن قد تجاوز عمرها المئة عام
ترحب بي مبتسمة
وبمجرد تقبيلي لرأسها تذرف دموعها بدون توقف وفي ذات الوقت أسمع صوت والدتي
ما عليج إلا العافيه إن شاء الله ، غدا الشر يا أم فلان
هذي حقوقيه ويبناها لج ، مثل ما بغيتي
أبتسم بدوري لها
ترد لي الإبتسامة وهي تقول
دخلتج علي ومعاج "غصون" تسوى الدنيا وما فيها
ربي يستر عليها ويرزقها الزوج الصالح إن شاء الله
عساني ما انحرم منكم يا رب
طبعاً هي دائماً تناديني بإسم "غصون" .. مع العلم بأن اسمي لا يقرب لـ غصون لا من قريب ولا من بعيد
ولكن – ما باليد حيله- غصون ، غصون .. اسم حلو ، يعني شيفرق عن حقوقيه ؟ ما فيها شي
نعود لمحور حديثنا ،،،
تعتذر منها والدتي على انشغالها عنها بالفترة السابقة ، و لكن ظروف الحج وما صحبه من مرض و تعب إضافة إلى تدريسها لأخي الصغير في إمتحاناته النهائية ، كلها أسباب شغلتها عنها دون قصد
وبدورها تخبر والدتي بطول اقامتها بالمستشفى لما يقارب الشهرين ، نتيجة اشتباههم بوجود ورم ، و إجرائهم عملية لها منذ اسبوعين
وانها قد ملّت وتريد الخروج لمنزلها ورؤية أحفادها
ثم تشتكي من عدم زيارة أبنائها لها ، و خصوصاً البنات
يقولون لي ، احنا ملينا من يَيّة المستشفى ، و عيالنا بعد ملّو من بعد الإمتحانات .. يبون يطلعون
عاد احنا بنطلع المخيم ، ومتى ما حدرنا مرّيناج
!
..
آنا ويهي جذيه @@
احم :/
أمي ترد : أي بعد الإمتحانات والله احنا الأمهات طقت جبدنا شلون هاليهال ... ؟! الله لا يخسّر التعب
بيغيرون جو يومين ، و بيردون لج .. ما لهم غناة عنج يا أم فلان ، الله يخليج لهم إن شاء الله
يعني أمي ترقع لهم
..
منغثه خنت حيلي ترد على أمي : عيل يقولون لي ملينا من المستشفى ... ؟ ليش آنا اللي حابتها ! والله لو يحصلي أطلع ألحين .. أشيل قشي و أروح بويتي أبرك لي من قعدة اهني
آنا اللي مليت مو أهم .. وعليهم بالعافيه يا بنيتي خل يطلعون عيالهم آنا مانعتهم ، بس عاد محّد اييني و يطل علي
..يشوف شقاصرني ، معتازه غرض حاجه
ماغير هالسيلانيه حدري شايلتني أبرك من بناتي ، تعالي صج .. ذكّرت عمري
تنادي خادمتها ، وتنهرها لعدم تقديم شيء لنا
أيا ملعونة الوالدين ، هذي بنيتي فلانه و بنيّتها غصون ، شلون ما تيبين لهم شي .. هالصواني المرزّزه على الطاولة حق اللي أعز منهم .. ؟؟! كل هاللي على الطاوله فرّيه عليهم
لم أتمالك نفسي وضحكت .. كون خادمتها لم تفهم كلمة واحده مما قالت
أمي تنظر لي بنظرة : عن الضحك مو وقته ترا
!
أشرح لخادمتها ما قالته ، و أنا أخنق ضحكتي .. بينما تبتسم لي الخادمة محاولة إبداء فهمها لما أقول
تتجاذب أطراف الحديث مع والدتي وأنا مستمعه منصته لما تقولان
كانت تشتكي من عدم قدرتها على السفر للخارج ، فظروفها الصحية لا تسمح لها بالسفر
إضافة إلى عدم تفرغ أي من أبنائها لمرافقتها
...
قالت جملة أثرت بي كثيراً
الناس تقول ما عندنا فلوس عشان نسافر ، و آنا أقول ش خانت الفلوس وما عندي صحه ولا عيال يسافرون فيني
الله كريم يا بنيتي
الحمدالله على كل حال
الحمدالله
ألف حمد و شكر لك يا رب
رغم كل شيء هي قانعة بما كتبه الله لها ، مؤمنة برحمته و عدله ، تحمده على نعمه الباقية رغم ما ألم بها من أمراض
احتوت جملتها تلك على حكمة ، المال لا يجلب الصحة و الأولاد ، الصحة هي التي تأتي لنا بالمال و الأولاد
فعلاً ،، ما نفع المال بين يدي مريض ؟
لا يساوي شيئاً .. هو والتراب واحد
نودعها بعد انقضاء ساعة من الزمان على أمل تكرار الزيارة قريباً جداً
وبمثل ما استقبلتنا ، ودعتنا
ودموعها تتساقط على وجنتيها
تدعي لوالدتي بالصحة و بداوم السعادة
وتدعي لي بالفرح و الستر و الزوج الصالح
ترد والدتي : إن شاء الله بوجودج و بعافيتج تشوفينها عروس
وتصقلين ذاك اليباب اللي يشيل المكان شيل
تضحك بفرح يشع من عيونها
آمين ، إن شاء الله أشوفها عروس ، تستاهل كل خير ، تستاهل بنيتي غصون
ونخرج من غرفتها ، و من الممر الطويل إلى مخرج المستشفى وحتى موقف سيارتنا ، و من ثم طريق العودة للمنزل
طول الدرب وأمي تتحدث عنها ، و تشرح لي قسوة أبنائها ، و ضعف ذاكرتها و قلبها
ورغم ذلك كله هي قوية بإيمانها بربها- سبحانه
وتكشف لي عن منزلتها العظيمة و قدرها الكبير في قلب أمي
وتهمس بصوت مبحوح : عيالها ما راح يحسون بقيمتها .. إلا ليما يفقدونها ، الله يطوّل بعمرها و يخليها لهم ، حقوقيه آنا أشوف فيها أمي اللي راحت ، أحاول آصلها قد ما أقدر بس الفتره اللي طافت آنا قصرت معاها
إن شاء الله ما راح أقطعها
وترا اهي وايد تحبج
وتستانس بشوفتج
حتى انتي لازم تزورينها وما تقطعينها
....
إن شاء الله ما راح أقطعها ، و كل ما قدرت بأمرها وأتطمن عليها
صج الأم ديره ، و من غيرها نضيع
:
:
:
:
:
:
ربي يطوّل بعمرها و يشافيها ، و يهدي عيالها و يحنّن قلب بناتها عليها
اللهم آمين
**********
على صعيد آخر ،،
مضحك أم مبكي لا أعرف
أنا عن نفسي ضحكت
ضحكت كثيراً
وضحكت جداً
آخر المطاف ، سوف يتم تزويجي بشاب مصري حائز على الجنسية الأمريكية ، يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وهو طبيب متخصص
وعلى قولتهم : RICH
!!!
رييج أوي .. ! ومش عايزين فلوس الكوويييت
!!؟؟!!
يا لهوتي ع اللي جرى ، يا ريت اللي جرى ما كان
ليه كده بس يا ربي ، ليييييييه
؟؟
هذي قصه يبيلها بوست كامل ، فـ ترقبو البوست القادم
مع خالص تحياتي
^_*
قصة مؤثرة جدا
استغرب من اللي يقطعون
والدينهم
عاد ولا الأم
الله المستعان
-----------
ح تتجوزي مصري أمريكي
يا ختشي عليها
:)