إنها الأسطورة الخالدة كما في القصص الخرافية
***
تؤرقني الأحلام بها .. و به
(هي)
بين فترة وأخرى تطل عليّ
لتذكرني بما نُقش بين أضلعي
لتبعث لي الأمل من جديد
أنّ ذكراها لن ترحل
وأنّها باقية في متاهات نفسي
رغم بعدها عني
رغم محاولاتي الحثيثة لجمع الذكريات المتناثرة هنا و هناك
رغم احتفاظي بمجموعة صوري ككنز ثمين
رغم ذلك كله .. تُأكد لي أنها أقوى من مجرد ذكرى
أنها أبلغ من مجرد صورة
أنها ليست بشيء يمكن الإحتفاظ به داخل صندوق
بل هي عظيمة بعظم هذا الكون
كريمة كالبحر
صادقة كقلب طفل
حكيمة
معطاءة
متواصلة معي بكل لحظاتي
تساندني في شدتي
تضمني عند فزعي
وتدفن دموعي في صدرها
كما عودتني دائماً ..
تعلم أن همسها بأذني يطربني
أن لمسة كفوفها تفرحني
أن عناقها لي يحميني
لا تبخل علي بما أريد وأتمنى
تزورني عند حاجتي إليها
تفرحني زياراتها القصيرة
وتشقيني ..
تشقيني عندما تهم بالرحيل
يقتلني الواقع عندما أبحث عنها فلا أجدها
سوى في أحلامي و بين ذكرياتي
***
(هو)
إحتوائه لشقاوتي
سمح لي بأن أرسم أحرفي الأولى على جدرانه
أُلوّنها بألواني
أُزخرف أجمل عباراتي
ترك لي في كل زاوية فيه قصة
وموقف
كان شاهداً على مغامراتي الطفولية
ومواقفي البطولية
طفولتي المدللة
والممتدة منذ فترة ولادتي وحتى إلتحاقي بالجامعة
وبطولتي أثناء فترة الغزو
بطولات طفلة ترى أن ركوب الدراجة مع دبدوبها بفناء المنزل مقاومة لمنع التجول المفروض
وأن افتتاح مطعم وهمي خالي من الطعام بأحد الملاحق إنجاز عظيم
كان شامخاً على مر السنين
لم تؤثر فيه التطورات العمرانية المجاورة وبقي محافظاً على شكله ولونه
كان مرحباً بالجميع
لا يرد من يسعى إليه
كريم إلى أبعد الحدود
عشت بين أرجائه من العمر الكثير
أكثر مما قضيت في منزلي
بل أروع اللحظات كانت مسجلة لديه
بين لحظة وأخرى أحاول العبور في طريقه
أن أُذكره بي
أو أن أُجدد ذاكرتي به
أنظر إليه من بعيد
أخاف الإقتراب .. حيث لا شيء كما هو
لم يبقى سوى أطلال حديقة .. تغيرت ملامحها
واكتسبت سوراً يخنقها
يزعجني المنظر الجديد
المنزل القديم اختفى
وحلت مكانه فيلا على أحدث طراز
لا أراها جميلة ..
أريد ذلك القديم
أريد ذكرياتي و طفولتي
أريد عباراتي و رسوماتي
..
أريد ذلك الزمن القديم ، الجميل
أن يعود فيحميني من كل ما هو جديد
أريد أن أعود طفلة
تلعب بفنائه فرحه .. غير عابئة بما يدور حولها
أريد تلك الجدة أن تضمني إليها بقوة وكأنها تحميني
أن تضع كفيها بكفي وتهمس لي
"أحبج كبر السما و كبر البحر"
وتدندن لي
"أحبج .. و أحب كل من يحبج"
أريد أن أحيا وأموت بتلك الجنة في الأرض
فهل أطلب المستحيل ؟
..
آخر كلماتي: آن لهذه الذكريات أن ترحل خلال دقائق فلا تعود إلينا إلا في الأحلام
إلى اخت دنياي
القصة لم .. ولن تنتهي
!
29-10-2006
ولهان >>www.rowaished.com/ram_file/walhan.ram
حاسة بشعورج
كل شي تغير
ولا شي يبقى على حاله
:
وصفج حلو
:)